تشاووش أوغلو: لسنا راضين عن النقطة التي وصلنا إليها بشأن المنطقة الآمنة

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده غير راضية عن النقطة التي تم الوصول إليها مع الأمريكيين بشأن المنطقة الآمنة شمالي سوريا.
جاء ذلك في تصريح صحفي على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك.
وأوضح تشاووش أوغلو أن هدف تركيا من المنطقة الآمنة يتمثل في إخراج الإرهابيين من تلك البقعة وتطهيرها منهم، لافتًا إلى وجود تعهدات أمريكية بهذا الصدد يجب عليهم الالتزام بها.
وشدّد الوزير التركي على وجوب تقديم المساعدة للراغبين بالعودة إلى سوريا بعد تشكيل المنطقة الآمنة.
وأشار تشاووش أوغلو إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان تشاطر خطة تركيا وآرائها وما ترغب القيام به بشأن المنطقة الآمنة مع القادة الغربيين وممثلي باقي الدول والمنظمات الدولية.
وأكد أن الشرط الأساسي لتمكين الناس من العودة يتمثل بالأمن ولا يمكن أن تصبح منطقة آمنة مع وجود تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، مؤكدًا ضرورة تقديم كافة الدول غير الراغبة بوصول مهاجرين إليها مساهمات أكبر.
وأوضح تشاووش أوغلو أن خطة تركيا تتمثل بعودة السوريين إلى وطنهم طواعية، مضيفًا: “نعمل على ذلك مع الأمريكيين، ولكنهم يماطلون وهذا ما لاحظناه على الأرض”.
وتابع: “في النهاية إذا لم ننجح بذلك سويًا (إنشاء المنطقة الآمنة)، فيتبقى أمر واحد علينا القيام به وهو الدخول إلى هناك وتطهير المنطقة من الإرهابيين”.
ولفت وزير الخارجية إلى أن إنشاء المنطقة الآمنة يعتبر مسألة أمن قومي لتركيا والنظر إليها من زاوية المهاجرين السوريين فقط يعتبر مضللا.
وأردف: “الإرهابيون هناك يشكلون خطرًا على تركيا، فإذا لم نطهر المنطقة من الإرهابيين اليوم، فقد نواجه مخاطر أكبر مستقبلًا، فنحن مدركون لهذا وعازمون وسنتخذ خطواتنا على هذا الأساس”.
وقال تشاووش أوغلو: “نحن غير راضين عن النقطة التي وصلنا إليها حتى الآن بشأن المنطقة الآمنة (في سوريا) وأخبرنا الأمريكيين بذلك صراحةً، لذلك نقول إنه في حال استمرار هذه المماطلة فإننا سنجد حلًا بأنفسنا”.
وفي رده على سؤال حول تصريحات مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا جيمس جيفري، التي قال فيها إنه لم يتم الحديث مع تركيا حول عمق المنطقة الآمنة، أكد تشاووش أوغلو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن عمق يبلغ 20 ميلا.
وأضاف: “كما أن المفاوضات التي أجريناها مع الأمريكيين تتمثل بتشكيل منطقة آمنة على عمق 20 ميلًا، ما يقابل 30 كيلومترًا متوسطًا، لذلك ليس من الصواب القول إننا لم نتحدث عن عمق المنطقة، وهذا يعني أنهم لم ينصتوا إلى ما قلناه جيدا”.
جدير بالذكر، أنه بإمكان المنطقة الآمنة في سوريا التي تقترحها تركيا على مسافة طولها 480 كيلومترا شرقي نهر الفرات استيعاب نحو 3 ملايين سوري.
وتستضيف تركيا على أراضيها نحو 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري، وأن نفقات تركيا على اللاجئين على أراضيها بلغت 40 مليار دولار منذ 2011، في حين أن الاتحاد الأوروبي قدم مساعدات وصلت إلى 3 مليارات يورو للاجئين في تركيا عبر المنظمات الدولية
وحول جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، تطرق تشاووش أوغلو إلى تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي قال فيها “وقعت في ظل إدارتي”.
وقال الوزير التركي “من المهم تقبل ولي العهد المسؤولية، ولكن يجب الالتزام بهذه المسؤولية”.
وأشار إلى أن “من ارتكبوا الجريمة ومن جاؤوا إلى تركيا وغادروها واضحون”، وأن السعودية “اعترفت سابقًا بكيفية تنفيذ الجريمة وأين”.
وشدّد تشاووش أوغلو على “ضرورة محاسبة من ارتكبوا الجريمة أمام القضاء، وعلى السعودية أن تكون شفافة بهذا الموضوع”.
وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي وأثارت استنكارًا واسعًا لم ينضب حتى اليوم.
وفي يوليو/ تموز الماضي، نشرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان تقريرًا أعدته مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامار، من 101 صفحة، وحمّلت فيه السعودية مسؤولية قتل خاشقجي عمدا.
وأكدت كالامار وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.
(وكالة الاناضول)